ماجد حكمت أبو غوش رحيلٌ يعادل غياب قارةٍ من الشعر
رحل الشاعر والمناضل الفلسطيني ماجد حكمت أبو غوش، تاركًا وراءه فراغًا لا يمكن للكلمات أن تملأه، ووجعًا يتجاوز حدود محبيه ليطال كل من آمن بأن الشعر قادر على أن يغيّر مصائر الشعوب ويضيء عتمتها.
لم يكن رحيله مجرد غياب جسدي، بل انطفاء شعلةٍ حملت لسنوات طويلة معنى الالتزام الجمالي والإنساني، وشكلت حضورًا نوعيًا في المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي.
كان أبو غوش شاعرًا لا يكتب من مسافة، بل من لُبّ التجربة. يتعامل مع الكلمة كأنها مسؤولية، ومع القصيدة كأنها رسالة تتخطى حدود الورق لتبلغ قلب الإنسان.
وفي كل ما كتب، كان ينسج صورةً للإنسان الفلسطيني لا بوصفه ضحية، بل بوصفه صاحب حلمٍ لا ينكسر، وحارسًا لذاكرة لا يسمح للمنفى أن يغمرها بالنسيان.
لم يكن شاعرًا فحسب، بل مناضلًا رأى في الأدب شكلًا آخر من أشكال المقاومة. حمل فلسطين في قصائده كما يحملها المنفي في نبضه، ووقف دائمًا إلى جانب المظلومين، مؤمنًا بأن العدالة مهما تأخرت، ستجد من يطالب بها بصوتٍ لا يرتعش.
كان هادئًا كجذور شجرة، عميقًا كعينٍ لا تخشى الحقيقة، وشفافًا كيد تمتد للحياة رغم قسوتها.
رحيل ماجد حكمت أبو غوش لا يُختزل في الكلمات، لأن أثره يتجاوزها.
هو خسارة ثقافية وإنسانية، وغيابه يشبه سقوط نجمٍ كان يضيء سماء الشعر بلمعانٍ خاص.
ومع ذلك، تبقى قصائده شواهد لا تزول، وتبقى روحه مسكونة في دفء اللغة، وفي أولئك الذين أحبّوه وعرفوا قيمته.
سلامٌ لروحه التي جعلت من الحرف وطنًا.
سلامٌ لرحلةٍ لم تكتمل، لكنها اكتفت بأن تترك أثرًا خالدًا في الذاكرة الأدبية.
ولعائلته وأصدقائه ومحبيه، ولعموم المثقفين في العالم، أصدق مشاعر العزاء
