الخميس ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم
من رماد الذاكرة
على ما يذكرالآباءُإنّ الأرض كانت غيرَ ضيّقة ٍوكان الماءُ أعذبَوالرغيفُ ألذ َّوالأعشاب ْأكثرَ خضرة ً*و" الخيش " و " الجنفاص "أنعم َ من حرير ِ اليوم ِحتى فاتنات الأمس كن ّ أرقَّوالخيل القديمة ُ لم تكن ْ ترخي اللجامَ لغير فارسهاولا كان الجبانُ يصولُ في الميدان ِ...والأغراب ْلا يتحكّمون بقوت ذي سغب ٍونبضِ رقاب ْ...ويقنع ُ بالقليل ِ من القطيع ِ الذئب ُلا كذئاب ِ هذا العصر ِ...أذكر ُ أن ّ أمي حدّثتني عن بيوت ٍدونما أبواب ْوتُقسم ُ أن ّ جارا ًقد أضاع شويهة ً يوما ًفعادت بعد عام ٍ خلفها حَمَل ٌيقودهما فتى سأل المدينة َ كلّهاعمّن أضاع شويهة ً يوماً بذات مساءْ ...على ما يذكر ُ الآباءْكان الناسُلا يتلفتون إذا مشوا في السوق ِأوخرجوا من المحراب ْ***على ما سوف يذكر بعدنا الأبناء ْإنّ الأرضَأضيق من سرير ِ القبر في بغدادَوالماء َ الفرات َ له ُ مذاق ُالصّاب ْوإنّ الجارَ يخشى جاره ُوتخاف من أجفانها الأهداب ْ***"* " الخيش والجنفاص : أقمشة خشنة مصنوعة من الكتان كان الناس يرتدونها في العراق قديما