

يا سَبَأُ!
ما زالَ هُدهدُنا يأتي بهِ النبَأُ
أليسَ فيكمُ مِن بلقيسَ يا سَبَأُ؟
كالشاةِ.. نأكلُ.. نَحيا..
لا طموحَ لَنا
فليسَ نغضَبُ إنْ لم يُقطَعِ الكلَاُ!
فالكبرياءُ أساطيرٌ وغيرُ هدىً
وكلُّ من طلبوا حرِّيَةً صَبَؤوا!
وما أتينا بآياتٍ محرَّفَةٍ
فالناسُ ما حَرَّفوا شيئاً..
بلِ اجتزؤوا!
ركضاً نمرُّ بآياتِ الجهادِ..
فإنّ لاحتْ لَنا آيةُ الميراتِ نتِّكِئُ
في الجوِّ طائرةٌ مسعورةٌ
تتماهى بعدَ غارتِها الأنقاضُ والحَمَأُ
ماتوا جِياعاً
ويكوي البردُ جلدَهُمْ..
والأرضُ جثّةُ طفلٍ حيثما تَطأُ
يا جرحَ غزةَ..
حيثُ الكونُ متَّحدٌ معاً
فإنْ يتندَّبْ جُرحُها نَكَؤوا!
ونحنُ..
ما نحنُ إنْ بِعنا قضيِّتَنا؟
ولا تبرِّرْ بأنْ "قد باعَهَا الَملأُ"!
شيخٌ يكرُّ على محتَلِّهِ بِعَصىً
ونحنُ يأكُلُ دبَّاباتِنا الصدَأُ
وفتيةٌ عزّلٌ..
لا شيءَ غيرُ حصىً في كفِّهم
إن رَأوا بارودةً هزِؤوا
ونحنُ.. فانظرْ إلى العاصي..
إلى برَدى..
إلى الفراتِ..
أهُم فِينا؟
أمِ انطفَؤوا؟
وانظرْ إلى الناسِ تُبصرْ فيهمُ عجَباً..
فاليومَ ينطقُ بالحقِّ الفَمُ الخطَاُ
يقول: "نحنُ رجالُ الشامِ نُنقذهم
فإنّهُ وعْدُ ربّي"..
وهْو متّكِئُ!!
لنا أخٌ في فِلسطينَ استغاثَ
بكلِّ مَن تشكَّلَ من طينٍ..
فَما عبِؤوا!
إذا تجاهلَ كلُّ الناسِ صرخَتَهُ
حتّى أخوهُ!
إلى من سوف يلتجِئُ؟
بلقيسُ رُدَّي لقومي بعضَ رُشدِهُمُ
لأنَّ هُدهدَنا يأتي بهِ النبَأُ!