أول ماجستير بدار العلوم

يوم 29 أغسطس عام 1872 أنشأ علي باشا مبارك أول المدارس العليا في مصر تحت اسم مدرسة المعلمين وكانت من قبل تسمى مدرسة دار العلوم وقد تطورت دار العلوم إلى أن أصبحت إحدى المدارس العالية وظلت كذلك إلى أن ضُمَّت لجامعة القاهرة عام 1946م وأصبحت تسمى كلية دار العلوم محتفظة باِسمها التاريخي وفي الساعة التاسعة من مساء يوم 1 يوليه 1950 م الموافق 16 رمضان 1369 هجريا نوقشت بكلية دار العلوم رسالة الماجستير التي تقدم بها الأستاذ أحمد محمد الحوفي المدرس بالكلية وموضوعها (الغزل في العصر الجاهلي) وكانت لجنة المناقشة مُكَوَّنة من الأساتذة عبد الحميد حسن بك وأحمد السيد صقر وعمر الدسوقي وقد حضر هذه المناقشة نحو 600 من أبناء دار العلوم وغيرهم يمثل مقدميهم عميد الكلية الأستاذ إبراهيم مصطفى بك وأساتذتها وكبار شيوخها وامتلأ بهم المدرج العلوي والردوهات والطرقات التي تؤدي لمداده وجلس جمع كبير في المدرج الأرضي حيث استمعوا إلى مكبر الصوت وفتح الأستاذ عبد الحميد بك حسن المناقشة بكلمة نوه فيها بصاحب الرسالة فذكر أنه كان أول تلميذ الدبلوم بدرجة ممتاز وأنه نجح في معهد الدراسات العليا بدرجة جيد جداً وأنه نجح في امتحان اللغة الإنجليزية للقبول بالماجستير بدرجة ممتاز وأنه صاحب إنتاج أدبي كبير وأعد هذه الرسالة التي يقدمها للمناقشة وبدأ الأستاذ الحوفي تلخيص رسالته بتحية لدار العلوم باعتبار أنه أول من يقف هذا الموقف بدار العلوم وبين أثر أبناء دار العلوم في إنهاض الثقافة وإحياء الفصحى ونشرها في العالم العربي والإسلامي وأثر أبنائها الذين درسوا في أوروبا في نقل الثقافة الغربية إلى مصر والعالم العربي ثم لخص رسالته في نحو ساعة وناقشه الأعضاء الثلاثة مناقشات ممتعة ورد على أسئلتهم واعتراضاتهم ردوداً مقنعة كانوا هم أول المعجبين بها وكانت الساعة قد بلغت منتصف الواحدة صباحاً فانفضت اللجنة المتداولة ثم عادت فأعلن الأستاذ عبد الحميد حسن بك أن اللجنة قررت بإجماع الآراء مع سرورها العظيم منح الأستاذ أحمد محمد الحوفي شهادة الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى وهنا صفق الحاضرونوهتف الهاتفون وأقبلوا على زميلهم الحوفي يهنئونه ويعانقوه وكانت رسالة الماجستير هذه الأولى في تاريخ كلية دار العلوم وتوالت بعدها رسائل الماجستير.