الأربعاء ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٥
بقلم عارف عبد الرحمن

العين والمخرز

«1»

لم أعتد السقوط لقد كُتب لي أن أرتفع
دوماً لذلك لا تراني المرايا
الملتوية و لا ألسنة
الأفاعي من البشر.
وزني
خفيفٌ طفيف
مثل العصفور أطير
وقاحتكم لا تُزعجني البتة
وكلما تكلمتم عني
أرتفع عالياً بالهواء
ك ذرةٍ في الفضاء
اطمئنوا أيها السادة
لن تشاهدوا وجهي منكسر
ورأسي لن ينحني وعيونَي لن تكون
منخفضة أمامكم..
أكتافي لن تَسْقط مثل دموعِ الثكالى
لا تستطيعون قتلي لأنني خفيف
كشعاع ضوء سريع.

«2» الباب

في كل دقة على الباب
يتألم شجر الغابة
أنت أيها الصبور
على الألم
نغادر البيوت و تبقي وحيداً
أنت و ظلك
تسكنك العبارات المعجونة بالقهر
في ثقوبك نخر الزمن
ما يحول بين عيني و الدمعة
تلك الباب الذي لا يفارقني
تركه مقفولاً بالنوايا الحسنة
و قلت له سأرجع لك يوماً لن
تكون وحيداً سنتقاسم الألم
أنا وأنت و سأتكأ على درفتك
بكل هدوءٍ لكي لا تستيقظ
العصافير التي تنام على أغصانك.

«3» الجمال بهيئة ملائكة

الأرواح النقية
تمشى عالياً
تسبق الضوء، ترسم ظلال
الغيم
على الأرض في حرور الشمس
النسائم الوجدانية المشعة من الأرواح
اللطيفة تراقص الطيف في الحلم
واليقظة
كأصابع امرأة في ملامسة الحب.
الأرواح النقية
موسيقى على آلات مقدسة
الأطفال البريئة، و العيون المرتقبة
للفرح هم الملائكة بزفير بشر
يتنفسوا بهدوء بدون اية ضجيج
الأرواح النقية هم الورود
التي يزدهر باستمرار،

«4» الى فلاحات بلادي

رأيتهم في ندى الحقول يلمعون كالنجوم
رأيتهم في موج السنابل الذهبية،
رموش عيونهم تحرث الأرض
والفجر البرتقالي يشع
من أيادهم المتشققة أملاً وفاكهة
هن المعذبون في الأرض
يشقون بطن الأرض بمعاول
النور
يسقطون جوعاً
يموتون صمتاً لأجلنا
يبنون السعادة على شفاهنا
ابتسامة تلوى أخرى
هن الماء وقت العطش
أتحدث عن المعذبون في الأرض
أيها السادة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى