

تزاحم
الصورُ التي تهشَّمتْ،
تجاوزَ عمرُها الزمني،
وأثقلتْ على إطارِها والحائطِ المنحني.
أومأتْ للوداع،
شطرَ الثقوبِ المائلةِ إلى الشفق،
تتهيّأُ للرحيل.
تحتَ السقفِ من يُهدِّدُ أرواحَ سُكْنانا بالسقوط،
والبابُ المشرعُ على مِصراعَيْه
يتأبَّطُ أحلامَنا
كأنَّهُ حارسُ غفلةٍ لا ينام.
سُحُبٌ تمرُّ،
وأمطارٌ تستهوينا بغزارتِها،
تُعلِّقُ أرواحَنا في السهو،
وتُسنِدُ ظهورَها على جدارِ النسيان.
ما عادَ الصباحُ كما يأتي،
ولا كما يرحل،
ولا الليلُ الداكنُ
يحتضنُ النجومَ الشاهقة.
عندَ الممرِّ الضيّقِ الذي لا يسعُنا دفعةً واحدة،
نتزاحمُ،
ونتركُ الأثرَ خُدوشًا فقط.
قلتُ في حوارٍ داخليٍّ،
وفي مشاهدةٍ تتسلّلُ من بين الأحلام:
إننا، في أقسى ما نمرُّ به،
نتمرَّنُ على الريحِ،
وعلى الخوفِ،
وعلى الغربة،
كما شاءَ لنا القدر.
وليس أقسى
من تلك السويعات،
كلّما كبرْنا عامًا،
تقهقرْنا خطوةً نحو الوراء.
ما زال الطريقُ يمتدُّ مُحاذيًا البحرَ،
وما زلنا لم نحظَ بشيء.
يمكن أن نُسمّي هذا،
ما نسعى إليه جزافًا،
أو ما نشاء.