بوابة السراب ١٣ أيلول (سبتمبر)، بقلم صالح مهدي محمد ضبابٌ متثاقل يلفّ القرية، كأن الأزمنة كلها تجمّعت لتنسج طوقًا خانقًا فوق أسطحها. وفي قلب الضباب، ينتصب بيت يتهامس الناس باسمه: بيت السراب. جدرانه لا تُسكن، بل تتنفس، كما لو أن داخله لا يقبل (…)
خطواتٌ مؤجّلة ١٠ أيلول (سبتمبر)، بقلم صالح مهدي محمد في البدء، لم يكن الزقاق سوى شقٍّ في جسد المدينة، ضيقًا كأنه لا يتسع إلا لخطوة واحدة، لكن تلك الخطوة ظلت عالقة في الهواء، لم تكتمل أبدًا. هناك، حيث الجدران تتهالك وتتنفس غبار الطوب، جلس الأب على (…)
عابر الزمن ١٠ أيلول (سبتمبر)، بقلم صالح مهدي محمد «١» المنطق سوف يأخذك من ألف إلى باء، والخيال سوف يأخذك إلى أي مكان ألبرت أينشتاين «٢» في كل عبارة نكتبها القليل من الحقيقة و الكثير من الخيال أو ربما الأمنيات ! نبال قندس «٣» لم يكن يوسف (…)
مرسى الأصوات ٢٦ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد في تخوم مدينةٍ يبتلعها السهر، تنعقد الأصوات فوق بعضها، كأنها محاولة يائسة لستر ما لا يُقال. هناك، عند الضفّة، يُقيم لقاءٌ متكرّر بين كيانٍ يعكس وما لا يُعكس. لم يكن للمرآة ملامح سوى ارتجافٍ (…)
مترجم التبغ ٢٥ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد حين انطفأ ضوء الكهرباء للمرة الرابعة، مدّ حسن يده إلى علبة الثقاب. أشعل شمعة قصيرة، نصف مذابة، ووضعها فوق غلاف رواية الطاعون. لم تكن له رفوف للكتب؛ الكتب متناثرة في كل زاوية من الغرفة التي يحاول (…)
دهشة عينيها ٢٤ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد لم يكن هناك وقت. أقصد، لم يكن للوقت معنى. الساعة بلا ثقل، والهواء يُصفر من فراغه كأن المدينة تئن من حلم ثقيل. كنتُ جالسًا في مقهى لا أتذكر اسمه، على رصيف يُشبه مقطعًا محذوفًا من ذاكرة أحدهم. (…)
رسّامُ الحربِ ٢٠ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد في المدينةِ التي تشهقُ رمادًا، كانت النوافذُ بلا عيون، والجدرانُ بلا قلوب، والشوارعُ لا تعرفُ وقعَ الخطى. مرّ ياسين كأنّه أثرٌ يمشي، أو ذاكرةٌ تبحثُ عن جسدٍ يُعيدُها إلى الحياة. يثقلُ جسدَه (…)
كأنك لم تَمُر ١٨ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد في تلك المدينة التي تُزيّنها صورُ الأبنية القديمة أكثر مما تُزينها الزينة، حيث البيوتُ تتراصّ كأدراج قلبٍ خائف، تبدأ الحكاية في اللازمن، لا في لحظة بعينها، بل في تراكم الطفولة نفسها. أربعة بيوت (…)
لحظة الانتظار ١٦ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد المطر لا يتوقف. المحطة ساكنة. الصمت المبلَّل. أصوات نقرات الماء على الأرض. نوافذ ضبابية تُخفي وتُظهر وتُخفي. سامي واقف، عيناه على الساعة. الوقت يتلاشى، يتشظّى. القطار؟ غائب. تأخير؟ لا خبر. كل (…)
بيتٌ بحجم الحنين ١٥ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد البيتُ لم يَعُد بيتًا، بل صَدَفةً فارغةً على شاطئٍ تلاشى فيه الموج. أمُّ صلاح، ليست أمًّا فحسب، بل كائنٌ شفيف، تنهض كل صباح لتغسل أصوات أطفالها من زوايا الجدران، تُجفّف ضحكاتهم المنشورة على حبال (…)