موجٌ يخطف الأصوات ١٢ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد منذ اللحظة الأولى لتلك الليلة البحرية الثقيلة بدا البحرُ كأنه ينهض أمام الرجال، كائنًا يستيقظ من نومٍ محشوٍّ بالغضب. كان ينفض عن جسده ظلامًا كثيفًا، ويجرّ وراءه نفسًا كالحًا، كأنه قرّر أن يستعيد (…)
الشعر: بين الإحساس واللفظ وفضاء الإبداع ١٢ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد الشعر ليس مجرد كلمات أو نسج صور من الواقع بأسلوب ربما مغاير، بل هو فضاء نابض بالحياة، حيث تتقاطع الإيقاعات الداخلية للعاطفة والفكر والصوت، لتؤسس عالماً يختبر الذات والعالم في آنٍ واحد. هنا، يتداخل (…)
ما يشبه أن يكون حبًّا ١١ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد بدأ يحدّق في العالم كأنّ عينيه مرآتان متقابلتان، تعكسان وجهًا واحدًا لا يعرف إن كان ينتمي إلى الماضي أم إلى تلك اللحظة التي تتقدّم على أطراف خطواتها. الضوء الذي يسقط على كتفها يشبه ضوءًا عرفه قبل (…)
قلب معلّق في الغيم ٨ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد ـ ١ ـ على غِرارِ أنفاسِكِ أكتُبُ… فكلُّ حرفٍ لا يُشبهُ عطركِ أمزّقُه، وأعتذرُ من الورقِ لأنّه لم يتعلّم بعدُ طريقةَ الانحناءِ لجمالكِ. أيّتها الساكنةُ في تفاصيلِ الوقت، يا مَن تُربّينَ في (…)
تَلويحةُ النُّجوم ٧ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد اللَّيلُ يفتحُ جيبَه، يذرُّ نجومَه كحروفٍ أفلتت محلِّقة، وأنا، أمضي تحت الكلام المعلَّق كأنني أختبر صدى لا أعرف مصدره. النجوم؟ لا أعرف أكانت تومض أم تتنهّد. كلما رفعتُ رأسي شعرتُ أن أحدًا يكتبني (…)
من داخل اللوحة ٧ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد حين دخل أبو ضحى الغرفةَ لأوّل مرة بعد غيابٍ طويل، لاحظ أنّ الضوء يتجمّع في زاويةٍ واحدة، كأنّه يخاف أن ينسكب على بقيّة الأشياء. كانت الغرفة هادئة؛ لا بمعنى السكينة، بل بمعنى ذلك الصمت الذي يسبق (…)
كنتِ تُشبهين الحُلم ٦ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد كنتِ تُشبهين الحُلم، لا لأنّ غيابكِ كان طريقًا مُظلمًا، بل لأنّ حضوركِ نفسه كان يُطفئُ الممرّات بضوءٍ لا يُرى، ويُعلّمُ الأمكنةَ كيف تُخطئ في تعداد أنفاسها حين تمرّين. كأنّكِ صدى يسبق الصوت، أو (…)
التداخل الشعري في البناء القصصي ٥ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد يُعدّ التداخل الشعري داخل البناء القصصي أحد أبرز التحولات الجمالية التي عرفها السرد العربي المعاصر. فلم يعد الشعر مجرد جنسٍ أدبي قائم بذاته، بل أصبح طاقة لغوية ورؤيوية تتسرّب إلى النسيج القصصي، (…)
اهتزازُ ريحٍ… ارتجافُ قلبٍ ٤ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد كان المساءُ يُقَلِّبُ اسمي بين أنفاسِه على مهل، يجرّبُ نَفَسًا جديدًا لغيابٍ آخر. أراقبُه يزيحُ عن الطريق أسرارًا خفيّة، ويفكّ أزرارَ الظلال ليدخلَ إليّ… مثلَ سؤالٍ بلا جهة. اهتزّت ريحٌ؛ لم تكن (…)
الحوار ودوره في تمكين السرد القصصي ٣ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد يُعَدّ التبادل الكلامي بين الشخصيات أحد أهمّ الأدوات السرديّة التي تمنح القصة حيويّتها وقدرتها على تمثيل عالميها الداخلي والخارجي. فهو ليس مجرّد كلام يُتبادَل داخل النص، بل آلية لتفجير الحدث، وكشف (…)