رولا غانم في حوار مع ديوان العرب
موجز السّيرة الذّاتيّة للضّيفة المبدعة:
– رولا خالد محمّد غانم.
– طولكرم/ الضّفّة العربيّة.
– دكتوراه في اللغة العربيّة من جامعة طنطا.
– كاتبة روايات، ومقالات.
– مؤسِّسة، وعضو، ومستشارة لدى عدّة جهات فلسطينيّة.
– مُكرَّمة في بلدها، وفي عدّة دول عربيّة.
ولدتِ في الضّفّة الغربيّة، في طولكرم، نأمل من خلال قلمك أن تأخذينا إلى فسحة جميلة نرى من خلالها (طولكرم) بعينَي كاتبة مبدعة، وفلسطينيّة متجذّرة في أرضها.
مدينة طولكرم، مدينة فلسطينية زراعية تقع شمال غرب الضفة الغربية، يبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر نحو 100 متر، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط الذي حرمنا الاحتلال الإسرائيلي من التمتع بمنظره، اسمها الأصلي "طوركرم" وسميت بذلك لأرضها الخصبة الغنية ثم حُوّر إلى "طولكرم".
يطلقون عليها"المدينة التي تنام مع غروب الشمس"، وهي بالفعل كذلك، هي بلد الشاعر عبد الكريم الكرمي، وعبد الناصر صالح.
مدينة تتسم بالتفوق والذكاء، معظم أوائل طلاب الثانوية العامة منها، مدينة ثائرة على الدوام وجميلة تقع في منتصف السهل الساحلي، وتستلقي على شواطئ البحر لولا جدار الفصل الذي يلتف حول عنقها، مدينة أعتز بأنني ابنتها، ومن مواليدها.
_ حدّثينا باختصار عن مضمون أطروحتَيكِ للماجستير، والدّكتوراه، هل كانَ لهما علاقة بالأدب الفلسطينيّ، وهل كانت هناك صعوبات دراسيّة بسبب ما تعيشونه في ظلّ الاحتلال؟
رسالتي الماجستير كانت عن الشاعر أبي الطيب المتنبي ولا علاقة لها بالأدب الفلسطيني، هي خاضت في الأدب العباسي، واختارت المتنبي نموذجا، من كونه زعيم الشعر العربي بلا منازع، وكانت تحت عنوان الآخر في شعر المتنبي، كالآخر العدو والآخر الصديق وحتى الأنا المتعالية "الإيجو" اعتبرها علماء النفس آخر، أما رسالتي الدكتوراه فكانت عن الأدب الفلسطيني، وحملت عنوان"القدس في روايات الكاتب الفلسطيني جميل السلحوت"، وقفت على كل أعمال السلحوت ومعظم أحداثها دارت في القدس، فالمكان كان بطلا مهما، نظرا لأهميته الدينية و التاريخية ، أما بالنسبة للتحديات، فالحواجز كانت تزعجنا ، فأنا درست الماجستير في جامعة النجاح الوطنية، وكنت أذهب من مدينتي إلى مدينة نابلس، وأمر حينها على أكثر من حاجز، منها. حاجز"بيت إيبا" حيث البوابات الحديدية والتفتيش المقيت، مع ذلك تحديت كل الصعاب وتفوقت.
_ مبارك فوزك بجائزة كتارا للرّواية العربيّة عن روايتك (تنهيدة حرّيّة) الصّادرة عن دار ببلومانيا.
مِن أين تأتي أهمّيّة هذا الفوز، هل من الظّرف المأساويّ الّذي تعيشونه، أم من مضمون الرّواية المقاوِم للعدوّ الغاصب؟
تأتي أهميتها من كونها اخترقت الحصار والحواجز ووصلت إلى كتارا في عز المحنة والاجتياح، ومن كونها تحمل حكاية وطني وقضيتي العادلة.
قرأتُ الإهداءَ في روايتك (تنهيدة حرّيّة)، حيثُ كان جزءٌ منه:
"إن كان لا بدَّ من الإهداء، فسأهدي روايتي هذه إلى الخراب، مَن عاش محنتنا عرفَ معنى أن أهدي روايتي هذه للخراب..."
برأيك، هل هناك مَن يجهل ما عشتموه، أم هناك من يتجاهل؟ مأساتنا التي باتت حديث العالم بأجمعه، لا تخفى على أحد وأصغر طفل يعلم بها، وهناك تعاطف وتضامن جيد، لا نقلل من شأنه، نحن استقطبنا كل الضمائر الحية في العالم كأصحاب حق ترتكب بحقه أبشع أنواع الجرائم.
وهل الإهداء تنهيدة وجع، أم صفعة على خدّ العروبة؟
تنهيدة حرية من بعد الوجع، وليس صفعة على خد العروبة، نحن مشكلتنا ليست مع العرب والشعوب، بل مع الزعماء، الذين يستطيعون تحريك ساكن، ووقفوا يتفرجون ودماء أطفالنا تنزف.
_ لديك رواية بعنوان(الخطّ الأخضر)، ما هو هذا الخطّ، وهل يتعارض مع الخطوط الحمراء الّتي يحاول المبدع أن يحلّق بعيدًا عن قضبانها؟
الخط الأخضر هو الخط الفاصل ما بين المناطق التي احتُلت عام ١٩٤٨ والتي احتلت عام ١٩٦٧، ولأن أبي عاش في المناطق التي احتلت عام ٦٧ ، وأهله في المناطق التي احتلت عام ٤٨، فعاش مشتتا بين وطنين، قررت تسمية روايتي ب"الخط الأخضر" وجاء كبطل سلبي في الرواية، عن هذا الخط تحدثت، ورسمت خريطة تتسع لنا جميعا على الورق.
تكتبين المقالات الأدبيّة، والسّياسيّة،
هل تسبّبت هذه الكتابات بتعريضك لتهديدٍ، أو ملاحقة في ظلّ ما تعيشونه من ظلم وعدوان؟
في الحقيقة لغاية الآن لا، والكاتب الحقيقي يجسد معاناة شعبة و يتحلى بالجرأة ولا يخشى في قول الحق لومة لائم.
قرأتُ في سيرتك الذّاتيّة عبارة:
" التّكريم من قِبل الأسرى في سجون الاحتلال".
أين تمّ هذا التّكريم، وما سببه؟
وما هي الإضافة المختلفة عن التّكريمات الأخرى الّتي أضافها لكِ كمبدعة؟
التكريم هذا كان من قِبل أسرانا البواسل في سجون الاحتلال عبر مؤسسات الأسرى، تقديرا لتسليطي الضوء على قضايا الوطن ومنها الأسرى، خاصة بعد أن مُنعت رواياتي بالذات من الدخول إلى السجون، بعد أن طلبها الأسرى، وفي حينها كانت تدخل الكتب، أما الآن وضع السجون مرعب، فلا طعام ولا علاج ولا حياة، بالكاد يعيشون على الفتات ويخرجون هياكل عظمية، ومنهم ابني الصغير يزن، فهو يعاني الويلات حيث أصيب بأمراض جلدية منها الجرب وخسر من وزنه أكثر من عشرين كيلوغرام.
مثَّلتِ فلسطين في عدّة دول عربيّة، كالمغرب، والعراق، والقاهرة، وكُرِّمتِ في الأردنّ، وفي بلدك.
هل حاول الاحتلال منعك، أو عرقلة حضورك تلك التّكريمات؟
كنت أعاني على الحواجز والطرق الالتفافية ، ويتم تفتيشي وتأخيري.
_ ما مضمون مشاركتك في مؤتمر (رائدات القمّة SPC) في أسطنبول؟
كرمت بوسام من ذهب على رواية"لا يهزمني سواي" عن طريق شبكة الرائدات العربيات.
_ كونك مؤسِّسة، ورئيسة لفريق (صُنَّاع الحياة)، كيف بدأت الفكرة، من يضمّ هذا الفريق، ما هيَ رسالتكم، ولمن توجّهونها؟
أتت مع قدوم جائحة كورونا؛ من أجل مساعدة الناس وخاصة كبار السن الذي حبسوا في البيوت، الفريق يضم كل الشباب الفلسطيني، ويحمل عدة رسائل منها: الشعور بالآخرين وعدم التواني عن فعل الخير، يغرس الكثير من القيم، ويعزز روح المبادرة لدى الشباب، ويغرس الأمل في النفوس..
