الأربعاء ٦ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم خضر أبو جحجوح

صال دمعي وصار صوتي غريبا

قُـــــــــبَّـــــــــراتـــــــــي كــــــئـــــــيـــــــبـــــــةٌ، والـــــــــحـــــــــقــــــــــولُ
مـــــزَّقَـــــتْـــــهَــــــا وحـــــاصـــــرتـــــهــــــا الـــــــــــوعـــــــــــولُ
وعــــلــــى مــــــــوجِ الــــدَّمــــعِ تــــجـــــري ســـفـــيـــنٌ
يـــــكـــــتــــــوي فـــــيــــــهــــــا عــــــــاشـــــــــقٌ مـــــغــــــلــــــولُ
كــــبــــلــــتـــــه الــــــــجـــــــــراحُ حـــــــــتـــــــــى تــــــــــــــــــردّى
ونــــــــمـــــــــا فـــــــــــــــــي جــــبــــيـــــنـــــه الــــمــــجـــــهـــــولُ
والــــــــــــــرُّؤى مـــكـــفــــهــــرةٌ كـــــــيـــــــف تـــــــزهــــــــو؟
والــــــسَّـــــــوافِـــــــي جــــــريـــــــحـــــــةٌ والـــــنـــــخـــــيـــــلُ!
صـــال دمـعــي، وصـــار صـوتــي غـريـبـا
وكــــــــــــســـــــــــــا بــــــهــــــجـــــــتـــــــي دمٌ وهـــــــــــــديـــــــــــــلُ
أيّــــــــــهــــــــــذا الــــــــــعــــــــــذابُ إنّــــــــــــــــــــا ظَـــــمِـــــئْـــــنَــــــا
والـــــنّــــــدى الــــــعــــــذبُ حــــولَــــنَــــا سَــلْــسَــبِـــيـــلُ
أيــــــــهـــــــــذي الــــــــجـــــــــراحُ إنَّـــــــــــــــــا اخـــتـــنــــقــــنــــا
وهـــــــــــــــــواء الـــــــــربـــــــــى عــــــلــــــيــــــل جــــــمــــــيــــــلُ
والــروابـــي فـــــي صـوتــهــا لــحـــنُ شـــكـــوى
تـــــتـــــلــــــوّى والــــــــرعـــــــــبُ فـــــيــــــهــــــا ســــــــيـــــــــولُ
أيـــــــــــهـــــــــــذا الأنـــــــــــيـــــــــــن إنــــــــــــــــــــــا هـــــــرمـــــــنــــــــا
والــــــمُـــــــدَى فــــــــــــــي قـــلـــوبِــــنــــا! لا تــــــــــــــزولُ
والـــصَّـــحَـــارَى! يـــــــــا لــلــصَّــحـــارَى ذبـــــيـــــحٌ
رمــــلُـــــهـــــا، والــــفـــــضـــــاءُ فـــــيـــــهـــــا عـــــــويــــــــلُ
حــاصــرتــهـــا الـــسَّـــمُـــومُ والــــجـــــرحُ ســـــيـــــلٌ
هــــــــــــادرٌ دمــــــعــــــه الــــــجــــــوى والـــصّـــهـــيــــلُ
حـــــمـــــحـــــمـــــاتٌ مــــــعـــــــذبـــــــات تـــــــســـــــامـــــــتْ
خـيـلُـهــا فـــــي الـــــذرى؛ فـمــاجــت ســـهـــولُ
الــــــصَّــــــحــــــارى حَـــلِـــيــــفَــــتِــــي والــــــسّــــــهُــــــولُ
ودَمِــــــــــــــيْ فــــيـــــهـــــا يـــــــزدهـــــــي ويـــــــصــــــــولُ
كــــيــــف أنــــســـــى أنــيــنَــهـــا يـــــــــوم ســــاخـــــت
عــــزّتــــي فـــيـــهـــا، واحـــتـــواهـــا الــــذهـــــولُ؟!
يــــــــا لــــهـــــذا الــــعـــــذابِ أضــــحـــــى ركــــامـــــا
يـــــــتـــــــمــــــــطــــــــى لـــــــهــــــــيــــــــبــــــــه ويـــــــــــــــجــــــــــــــــولُ
والـــــــفـــــــراتُ الـــــذبـــــيـــــحُ يـــــبـــــكـــــى قـــــريـــــحـــــا
فـــــــــيـــــــــردّ الـــــــــصــــــــــدى أخـــــــــــــــــــوه الــــــنــــــيـــــــلُ
أيــــــــهـــــــــذا الــــحــــنــــيـــــن، طـــــــــــــــــال أنــــــيــــــنــــــي
كيف يُرْوَى الصَّدَى، ويُشفى الغليلُ؟!
ســــــــطــــــــوة الـــــقـــــهــــــر أوقــــــــــــــــدت إبــــــــائــــــــي
فـــســـمــــا الـــمـــجــــدُ، وازدهــــــــــى الـــمـــأمــــولُ
وبـــــغـــــيـــــر الإبـــــــــــــــاء تـــــبـــــقـــــى الـــمــــعــــالــــي
هــــاجــــســـــا حــــــلـــــــوا تـــحـــتــــويــــه الــــعـــــقـــــولُ
يـــــــــــــا لــــــجـــــــرحٍ دمـــــــــــــاؤه مـــــــــــــن عــــيــــونـــــي
نــــــــــــازفـــــــــــــاتٌ، وهـــــــــــــمّـــــــــــــهُ مـــــــــــــوصـــــــــــــولُ
والـــــــــــذي أدمـــــــــــى مــهـــجـــتـــي وكــــســــانــــي
ثـــــــــــــــــــوبَ نـــــــــــــــــــارٍ حــــــــــريــــــــــرهُ الــــتــــنــــكــــيــــلُ
ثـــــــعـــــــلــــــــب قـــــــــــاتـــــــــــلٌ يـــــــــــفــــــــــــحّ عـــــــــــذابــــــــــــاً
والأفــــــــــــاعـــــــــــــي حــــــبــــــيــــــبـــــــهُ الــــــمــــــتــــــبـــــــولُ
تــــيــــمــــتـــــه الــــــــــــــــــرؤى فــــــــــــــــــذاب غـــــــــرامـــــــــا
بــــالأمـــــانـــــي حـــــــتـــــــى طــــــــــــــواه الــــرحـــــيـــــلُ
كـــــــــــــل صــــــــــــــوتٍ مــــتـــــيـــــمٌ فــــــــــــــي هــــــــــــــواه
صـــــــــــــــــار بــــــــوقـــــــــا يَـــــزيــــــنُــــــه الـــتـــضـــلــــيــــلُ
وانـــــتـــــشـــــى بـــــالـــــدمـــــاء دهــــــــــــــــرا يـــــغـــــنــــــي
واكـــتـــوى مــــــن لـــظـــاه شــعــبــي الأصـــيـــلُ
صـــــــبَّ نـــهــــر الــــدمــــاء فــــــــوق الــــروابــــي
فـــــــتـــــــردى بـــــــعــــــــد الـــــشـــــبـــــابِ الـــــكـــــهـــــولُ
ورمـــــــــــــــاه الـــــــزمــــــــان هـــــــشّــــــــا هـــــــزيــــــــلا !
مـثــلــمــا يـــطــــوى الـــثــــوبُ، وهــــــــو ذليـــلُ
وطـــــــــــــــــواه الـــــغــــــيــــــاب ذئـــــــــبـــــــــاً طـــــــــريـــــــــدا
أيـــــــن مـــنــــه الــمُــنَـــى؟! وأيـــــــن الــطّـــبـــولُ؟
طــــــــال هـــــــــذا الأنــــيـــــن حــــتـــــى صـــرخـــنـــا
فـــأصـــاخــــتْ لـــــنــــــا الـــــــــــذرى والـــفــــصــــولُ
وأفـــــــــــــــــــــاق الــــــــــزمـــــــــــان لـــــــــــمَّـــــــــــا أفـــــــقـــــــنــــــــا
وزهـــــــــــــــا بـــــــالــــــــدمِ الــــــــهــــــــوى الــــمــــســــلــــولُ
ورمـــــــــــــــى بـــالــــسّــــهــــام كــــــــعــــــــبَ أخــــــــيــــــــلٍ
فـــــتـــــهـــــاوى عــــــــلــــــــى الــــــــرّمــــــــاحِ أخــــــــيــــــــلُ
صرخةُ القهـر أمطـرت فـي الصحـارى
مـــــــزنـــــــةَ الـــــــعـــــــزّ فــاســـتـــفـــاقـــت طـــــــلــــــــول
تـــونـــســــيُّ الـــــهـــــوى اجـــتـــراحــــي هـــــواهــــــا
كـــــــيـــــــف أنـــــــســــــــى وخـــــافـــــقـــــي مـــــتـــــبـــــولُ
رجــــــــفــــــــةُ الـــــنـــــيــــــلِ مــــــــوجــــــــةٌ تــــتــــشــــظــــى
ســــــيـــــــلـــــــبـــــــي نـــــــــــــداءهــــــــــــــا الـــــــــدردنـــــــــيــــــــــلُ
هـــــــــي مــــصـــــر الــــتـــــي تــُـــــــروّي حــنــيـــنـــي
بـــالـــضــــيــــاء الــــبـــــهـــــيّ وهـــــــــــــــي تـــــــقــــــــولُ:
(أنــــــــــــــــا إن قــــــــــــــــدّر الإلــــــــــــــــه مـــــمـــــاتــــــي)
ســـــوف يـبــكــي الــدمـــاءَ مــجـــدي الأثــيـــلُ
إن مــــــســـــــكَ الــــــزهـــــــورِ قــــبــــســـــةُ مـــــــجـــــــدٍ
وبــــــريـــــــق تــــــحـــــــدو خــــــطـــــــاه الأصـــــــــــــولُ
والــــذي أهــــدى الــــروضَ زهــــرا ومـســكــا
مـــــــن دمـــــــي ســـــــوف يــحــتــويــه الأفــــــــولُ
وطَــــرَابُـــــلْـــــسُ تـــــكـــــتـــــوي فـــــــــــــــي لـــــظـــــاهـــــا
يـــــــــــــــــا لـــــنــــــيــــــرون، فـــــــــاقـــــــــه الــــمــــخـــــبـــــولُ
وبــــبـــــنـــــغـــــازي شــــــعــــــلـــــــة نـــــــــارهــــــــــا فـــــــــــــــــــيـ
زوف فـــــيــــــهــــــا ســتـــســـتـــغـــيـــث الــــــفــــــلــــــولُ
هـــــلّــــــلــــــي لــــيــــبـــــيـــــا فـــالـــعــــقــــيــــد ســــــــــــــــــرابُ
واشـــمــــخــــي لــيـــبـــيـــا فــــالــــســــراب يــــــــــــزولُ
إيـــــــــــــــه بـــلــــقــــيــــسُ حـــاصــــرتــــنــــا الـــمــــنــــايــــا
يــــــــا لــصــنــعـــاءَ صـــــــــال فـــيـــهـــا الـــمـــغـــولُ
كـــــــــــلُّ جـــــــــــرح مـــــعــــــذبٌ فـــــــــــي عـــيــــونــــي
خــــلـــــفـــــه جـــــــــــــــرح بـــالــــلــــظــــى مـــــــجــــــــدولُ
قـــبــــضــــة الـــجــــلاديــــن طـــــاشــــــت هـــــوانــــــاً
وتـــنــــامــــى فـــــــــــي مــعــصــمــيــهــا الــــــنــــــزولُ
كــــــــــــــــلّ ســــــــفَّــــــــاحٍ ســـــافـــــدتــــــه الأمــــــــانــــــــي
فــــــتــــــعـــــــالـــــــى، ســـــيـــــنـــــثـــــنــــــي ويـــــــــــــــــــــــــــزولُ
فــــاســـــتـــــمـــــري إنَّ الـــــبـــــراكـــــيـــــن تــــــغـــــــلـــــــي
وســـــــــوى الــــنـــــارِ لـــــيـــــس فـــيـــهــــا حـــــلـــــولُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى