على المخمل
على بُعدِ الغربة كنتُ أرقبهُ
فجاء الدمعُ يسبقُهُ في المقلِ
تعثّرنا بالذكرى على عتباتها
فانكسرَت الروح من صمتِ الأملِ
تُنادي الليالي دونَ رحمةٍ
وفي النداءِ صدى الموت المُحتملِ
يخبّئُ الوجه خلفَ ظلِّ خيبةٍ
والحزنُ يُرسمُ على المخمل
كم نادينا الصبر في متاهتهِ
فأغلقَ البابَ في الوجه بلا خجلِ
تُراودنا الليالي عن هدوئِها
فيُسلمُ القلبَ للأشواقِ والوجلِ
سفرَةُ الخيال نحوَ مهربهِ
لا ترى فيها غيرَ أطيافٍ من الزللِ
كأنّ العمرَ مرّ بلا ملامحهِ
وقد كنتُ ظلَّ بدر مُكتملِ
وإن ضاقت الدروب في نهايتها
أزرعُ الحلمَ في صدر على مهلِ
فربّ الليلِ إن طالَت عتمتُهُ
يُضيءُ الفجرُ من رحمِ الألمِ الأجل
على بُعدِ حلمٍ كنتُ أرقبهُ
فجاءني الفجرُ على كفه يحملُهُ ….
