نحن والقمر جيران
جاورْ من بجانبهِ تكونُ أقوى
كالأرضِ حين يرويها المطرُ
هو ظلّك حين يطولُ الطريقُ
وهو نورك حين يبهتُ القمرُ
قربُهُ يزرعُ في القلبِ ثباتًا
ويُحيي في الروحِ ألفَ صورِ
فاخترْ الذي إن جلستَ لديهِ
تجدُ نفسك أوسعَ من كلِّ بحرِ
جاورْ الذي إن ضاقتْ دروبُك
فتحَ لك الأفقَ بلا حُجُبِ
يعطيكَ من قلبهِ دفءَ عمرٍ
ويُسندُكَ في العثراتِ الصِّعَبِ
هو صوتُك حينَ يَخفتُ فيكَ
وهو صبرُك حينَ يطولُ التعبِ
فاجعلْ مكانَك دومًا قريبًا
ممّن إذا جاورتَهُ زادَ الأدبِ
جاورْ الذي يزرعُ فيكَ رجاءً
ويُحيي بسمتَك رغمَ الكربِ
فالقوةُ ليستْ وحدَها في ذاتِك
بل في يدٍ تُمسكُ يدَك عندَ الغَضَبِ
جاوِرْ الذي إن جاورتَ ظلَّهُ
أضحى لروحِكَ سندًا وقُوَّهْ
يعطيكَ من قلبٍ وفيٍّ دفاءةً
ويُحيي فيكَ العزمَ حينَ تروَّهْ
هوَ رفيقُ الدربِ إن طالَ المسيرُ
وهوَ الأمانُ إذا غشاكَ ليل
يبني لكَ في كلِّ يومٍ أملًا
ويُضيءُ فيكَ الحلمَ حينَ تروَّهْ
فاخترْ جليسًا لا يبيعُ ودادَهُ
يبقى معَكْ في العُسرِ مهما شدَّهْ
فالمرءُ بالمرءِ القريبِ قويٌّ
والروحُ بالصحبةِ الوفيّةِ نُوَّهْ
