على شكل خريف
على شكلِ خريفٍ، تساقط العمر وانثنى
تُداعبُه ريحُ الحنينِ المُبلّلِ
تُغنّي اوراق الأشجارُ لحنَ وداعِها
وتبكي عليها الشمسُ في الأفقِ المُذهلِ
تُسافرُ في الذكرى، كطيفٍ مُبعثرٍ
وتحملُها الأيامُ نحو المهجر
فيا ورقةَ العُمرِ، هل كنتِ زهرةً؟
أم وهجًا خجولًا في ليالٍ التأمل
حدثينا عن حلمِ صيفٍ تلاشى
وعن ضحكةٍ كانت تُضيءُ المُعزِلِ
تُخبّئُ في طيّاتها سرَّ لحظةٍ
تُعانقُ فيها القلبَ دونَ تَملمُلِ
كأنّ بها صوتَ الزمانِ مُردّدًا
“تُغيّرُنا الأيامُ دونَ تَبدُّلِ”
فنمضي، وتبقى في الخيالِ قصيدةٌ
تُغنّي بها الأرواحُ لحنَ المرحل
تتمايل الذكرى على لحنِ صمتِ
وتُسقي بها الأحلامَ كأسَ التَحوُّلِ
كأنّ بها سرّ الحياةِ مُخبّأٌ
تُدوّنهُ الأيامُ في سِفرِ المُرحّل
تُحدّثُنا عن كلّ فصلٍ مضى
وعن ضوءِ شمسٍ غابَ خلفَ المرسَل
فيا ورقةَ العُمرِ، أما آنَ أنْ نَرى
جمالَ الذبولِ في مغيب …
