

مرثية إلى الرجل الذئبي
لما انخرط الرجل الذئبي
بدائرة الهوس الأصليّة للآثامِ
مضى يحضن حشد الأنواء بسمت يديه
وامتاز ببديهته الأكثر صحوا
أصبح أول من صاغ مقدمة للريحِ
وأعطى الخلّان سلاسلَ من ذهبٍ
يوغل في الدكنة
كان قريبا جدا من شجن الأحباب
ومن شغف الشجر المندلع على
ناصية الدرب
فكيف إذن وافق أن يسبِرَ
غور رغاء يتخثر ثَمَّ
وينفطرَ؟
وكنا نحن من اختصر تواريخ الحبر لديه
ومددناه بأصابعَ ليخط بها الإغواء
ويسفك هاجرةً تأتي دون مواعيدَ
وتلقي سغب القيظ على النهر المشبوب
بعاطفَةٍ نادرة النزعة والمعطى...
أنثاه
ونحيزته
وبروق هواجسه
ونواحي المعنى المتكدس برؤاه
كانت تسنده في محنته
ولذا انساب رخاءً نحو نخيل ناءٍ
واصطنع له دائرة لا تنهارُ
وبعدئذ ذاب بكامله داخلها...
من كان يرى بجعا يتهتك
في الغابة
فلْيروِ لنا كيف الريش عليه يخرُّ
ونحن لحد الساعة
لا نعرف تأويل مصادره.