الثلاثاء ٢١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

الدكتور حمدي السكوت والرحيل المحزن!!

ضاقت شاشات ووسائل الإعلام بالأنشطة والمباريات الرياضية والموضوعات الفنية ولكن للأسف رحل أحد الأعلام المصرية والعربية والسواد الأعظم لم يعلم ذلك !! ولذا ومن باب الأمانة والرسالة المقدسة للقلم الذي أقسم به المولى عز وجل في كتابه العظيم القرآن الكريم نتحدث اليوم عن الدكتور والناقد والموسوعي والمؤرخ الدكتور حمدي سيد أحمد السكوت الشهير بـ حمدي السكوت فهو من مواليد عام 1930 في قرية تفهنا العزب مركز زفتى بمحافظة الغربية وتلقَّى تعليمه الأوَّلي في كُتَّاب القرية فالمعهد الديني الأزهري وحظى برعاية جدِّه لأمِّه وكان أزهريًّا مستنيرًا وتلميذًا للشيخ محمد عبده وهو الذي أرسله للدراسة في الأزهر حتى نال منه الشهادة الثانوية ثم التحقَ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وحصل منها على الليسانس عام 1955م ونال دبلوم بالتربية من المعهد العالي للتربية وعلم النفس من جامعة عين شمس عام 1956م وتابع دراسته العليا في إنجلترا وحصل الدكتوراه من جامعة كامبريدج عام 1965م وكان موضوع رسالته الرواية المصرية واتجاهاتها الرئيسية من 1913 حتى 1952

عمل الدكتور حمدي السكوت مدرِّسًا جامعيًّا وتدرَّج في المراتب الوظيفية حتى أصبح أستاذًا للأدب العربي الحديث وعمل مديرًا لوَحدة البحث العلمي ومركز الدراسات العربية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة يُعَد صاحبَ أول ( ببليوجرافيا ) علمية شاملة للرواية العربية وأول سلسلة ببليوجرافية نقدية لأعلام الأدب المعاصر في مصر أمثال الدكتور طه حسين وعباس محمود العقاد العقَّاد والمازني وأحمد أمين ونجيب محفوظ، بالاشتراك مع المستشرق البريطاني د. مارسدن جونز وكان الدافع إلى إعداد هذه السلسلة ما كان يشعر به في مصر من مسيس الحاجة إليها واستجابة لطلب من شباب المستشرقين وشيوخهم في أوربا وأمريكا بعد أن ازداد الاهتمام بالأدب العربي الحديث لجَودة ما تُرجم منه آنئذٍ لنجيب محفوظ وغيره

بدأت السلسلة عام 1974 بكتاب طه حسين الذى كتب السكُّوت مقدمته النقدية ليكون نموذجًا لما ينبغي أن تكون عليه السلسلة واستُقبل الكتاب بحفاوة كبيرة وعُدَّ من أحسن ما كُتب عن طه حسين وقد صدر من هذه السلسلة أكثر من عشرة كتب منها كتاب العقاد الذي انفرد السكُّوت بكتابته وإصداره وحصل به على جائزة

أنشأ الدكتور حمدي السكوت مؤسسة تعليمية خيرية للتنمية الثقافية والتربوية والاجتماعية في مسقط رأسه قرية تفهنا العزب وكان عمادها مكتبة عامَّة لأهل القرية والقرى المجاورة مفهرسة فهرسةً إلكترونية ورقمية ومكتبة للأطفال مزوَّدة بعدد كبير من الكتب والدوريات وقاعة لتعليم استخدام الحاسب الآلي وقاعة لمحو الأمية .. أما عن كتبه فهى الرواية المصرية واتجاهاتها الرئيسية من 1913 حتى 1952 وإصدار الجامعة الأمريكية بالقاهرة 1972 وقاموس الأدب العربي الحديث بإشرافه وتحريره وحصل الدكتور حمدي السكوت على جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب عام 1995م بالاشتراك مع كلٍّ من سلمى الحفَّار الكُزبَري ومحمد أبو الأنوار وجائزة توما لكتَّاب القارة الإفريقية 2002م وجائزة مؤسسة اللغات الحديثة بالولايات المتحدة وجائزة نادي الأهرام ويوم 5 أكتوبر عام 2025 توفي الدكتور حمدي السكُّوت في صمت وبدون ضجيج إعلامي ولكن هانحن نذكرك أيها الأستاذ العظيم ونرسل الرحمات على روحك الطاهرة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى