الخميس ٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
بقلم صالح سليمان عبد العظيم

النفط ودراما العالم الحديث: من هوس النفط إلى...

النفط ودراما العالم الحديث: من هوس النفط إلى كآبته، بقلم علي رضا فخركونانده، نيويورك ولندن، روتليدج، 2023.
علي رضا فخركونانده: أستاذ الدراما الحديثة والمعاصرة ونظرية الأدب بجامعة ساوثهامبتون، المملكة المتحدة.

يُرسي هذا الكتاب صلة ثرية متعددة التخصصات بين العلوم الإنسانية البيئية ودراسات المسرح والأدب العالمي، من خلال استكشاف كيفية عمل النفط ليس فقط كمورد اقتصادي، بل كقوة ثقافية ورمزية مؤثرة في الدراما الحديثة. ويبحث الكتاب في كيفية تعامل النصوص المسرحية من مختلف العصور والمناطق مع الواقع المادي والثقل المجازي للنفط، واضعة إياه كعامل محوري في تشكيل السرديات، وتطور الشخصيات، والخيارات الجمالية، والاهتمامات المواضيعية. ومن خلال ذلك، تُجسر الدراسة بين الخطابات العلمية والسياسية والأدبية، مُظهرةً كيف يتغلغل النفط في محتوى وشكل الأعمال الدرامية. ويعيد الكتاب في نهاية المطاف وضع الدراما كساحة ثقافية حيوية للتأمل في العواقب الاجتماعية والبيئية الأوسع لعصر الوقود الأحفوري ونقدها.

لا يتناول المؤلف النفط كمجرد مادة مادية أو سلعة اقتصادية، بل كاستعارة معقدة ودائمة أثرت بعمق على الأبعاد البنيوية والموضوعية والجمالية للأدب الدرامي عبر مختلف العصور التاريخية والسياقات العالمية. فبدلا من اعتباره خلفية للفعل الإنساني، يُصوَّر النفط كقوة فاعلة ومُحولة تحدد كيفية سرد القصص، وكيفية ارتباط الشخصيات ببعضها البعض وببيئاتها، وكيفية تطور الشكل الدرامي نفسه استجابة للظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأوسع. ومن خلال هذه العدسة، تصبح الدراما وسيطا ثقافيا مجهزا بشكل فريد لمعالجة التوترات العاطفية والأيديولوجية واسعة النطاق التي تولدها الحداثة القائمة على النفط والتعبير عنها. وتُعرض الأعمال المسرحية لتعكس التجارب المتناقضة التي تصاحب العيش في عالم يعتمد على الوقود الأحفوري، تجارب تتسم بالسرديات المنتصرة للتقدم الصناعي والمخاوف المحيطة بالتدمير البيئي واستغلال الموارد والصراع الجيوسياسي. وهكذا، يبرز المسرح كمكان تتصارع فيه المجتمعات رمزيا مع وعود النفط ومخاطره، موفرة مساحة للنقد والتأمل، وللتناقضات التي غالبا ما تكون عالقة. ويتيح هذا المنظور فهما أعمق لكيفية تأثير البنى التحتية للطاقة ليس فقط على الاقتصادات والمناظر الطبيعية، بل أيضا على الإنتاج الثقافي والوعي الجماعي، وكيف تتخيل المجتمعات مستقبلها.

وتستند الدراسة إلى أطر نظرية من خطاب عصر الرأسمالية، والمادية الجديدة، ونظرية التجميع، لوضع النفط كـ"موضوع فائق" hyperobject، تنتشر آثاره لكنها حاضرة في كل مكان، مُشكّلةً كل شيء من الاقتصادات الوطنية إلى العلاقات الشخصية. ومن خلال تركيزها على الشكل الدرامي، يرى المؤلف بأن المسرح يمتلك قدرة فريدة على إبراز قوى النفط المجردة وغير المرئية على خشبة المسرح، مُشكّلةً بذلك الأبعاد العاطفية والأخلاقية والسياسية للحياة في ظل الرأسمالية النفطية. ويُمكّن هذا النهج الكاتب من تتبع كيفية تعامل كتاب المسرحيات - لا سيما في النصوص التي لم تُستكشف أو أُهملت - مع التداعيات البيئية والأخلاقية والوجودية للعيش في عالم يحكمه الوقود الأحفوري. وبذلك، تفتح الدراسة آفاقا تفسيرية جديدة لفهم كيفية تأثير أنظمة الطاقة على تطور الإنتاج الثقافي الحديث، مما يجعلها مساهمة أساسية في كل من الدراسات المسرحية ومجال العلوم الإنسانية المتعلقة بالطاقة الأوسع.

وفي هذه الدراسة الرائدة، يقدم المؤلف ويطور مفهوم "دراما النفط" كإطار نقدي يتيح دراسة كيفية تفاعل الأعمال المسرحية من طيف واسع من الفترات التاريخية والبيئات الثقافية مع التشابكات العميقة بين النفط والحياة العصرية. فبدلا من اعتبار النفط مجرد عنصر خلفي أو مرجع موضوعي، يقدمه المؤلف كقوة محورية وهيكلية تؤثر على شكل ووظيفة السرد الدرامي. ويرى المؤلف بأن النفط، بوصفه مادة مادية واستعارة، قد شكل بشكل أساسي كيفية بناء السرد، وكيفية تجسيد الشخصيات للرغبة والقوة والاغتراب، وكيفية استجابة الجماليات المسرحية لتحولات المشهد الصناعي والإمبريالية والانهيار البيئي والرأسمالية العالمية. ويتيح مفهوم "دراما النفط" للمؤلف إثبات أن العديد من المسرحيات - سواء بوعي أو بغير وعي - تعكس العواقب النفسية والاجتماعية والسياسية للحداثة النفطية، وغالبا ما تجسد الآمال والمخاوف والتناقضات والغموض الأخلاقي الناتج عن المجتمعات المعتمدة على النفط.

ومن خلال تحليل نصي مفصل، تظهر الدراسة كيف مثلت الدراما فضاء ثقافيا يتم من خلاله مناقشة معنى النفط بوصفه رمزا للتقدم الحديث والفرص الاقتصادية، ومصدرا للاستغلال والتدمير البيئي والتفاوت المنهجي. ومن خلال تتبع هذه التمثيلات عبر تقاليد مسرحية متنوعة، يكشف الكتاب أن النفط ليس مجرد موضوع ثانوي بل عامل فاعل في تشكيل بنية الأعمال الدرامية ورؤيتها. وبهذه الطريقة، لا تعيد الدراسة تعريف كيفية فهمنا للعلاقة بين الطاقة والثقافة فحسب، بل توسع أيضا آفاق دراسات المسرح من خلال التأكيد على أهمية الوقود الأحفوري في تشكيل القصص التي ترويها المجتمعات عن نفسها.

يُقدم الكتاب نهجا نقديا جديدا يسمى "النقد البنيوي"، والذي يدرس كيف أن الفئات المتعارضة ظاهريا مثل الشكل والمادة، والإنسان وغير الإنسان، أو المركز والهامش لا تتشابك فحسب، بل تنتج بنشاط من خلال عمليات ثقافية ومادية. ومن خلال الاعتماد على مجموعة واسعة من الأطر النظرية، بما في ذلك الأدب العالمي، ونظرية النظم العالمية، والنقد الثقافي النفطي، والاقتصاد السياسي، والنظرية الأدبية، تستكشف الدراسة بشكل نقدي كيفية عمل النفط عبر مستويات رمزية ومادية متعددة. كما تتناول التحديات الشكلية التي يواجهها المسرحيون في تصوير النفط كسلعة ومورد واستعارة وقوة ثقافية طوال دورة حياته، من استخراجه إلى استهلاكه. ومن خلال تحليل مفصل للنصوص والشخصيات، يدرس الكتاب التعقيد التاريخي والمكاني والسياسي للنفط، مسلطا الضوء على دوره كأصل اقتصادي استراتيجي ورمز قوي للقوة العالمية.

وتتميز الفصول التحليلية لكتاب "النفط ودراما العالم الحديث" بمزيج ملحوظ من العمق والأصالة والدقة العلمية. يتجاوز علي رضا فخركونانده مجموعة المسرحيات الحديثة المألوفة ليركز على مجموعة من المسرحيات الأقل شهرة، وإن كانت ذات أهمية نقدية، والتي أُغفلت إلى حد كبير في الدراسات الأدبية والبيئية. من بين هذه المسرحيات مسرحية "Conjunctur" لليو لانيا Leo Lania ومسرحية "جزر النفط" Oil Island لليون فوشتوانجر Lion Feuchtwanger، وهما عملان من أوائل القرن العشرين، يقدمان، كما يرى فخركونانده ببراعة، بعضا من أقدم وأبرع التناولات الدرامية للآثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للنفط. فبدلا من اعتبار هذه النصوص مجرد غرائب أو حواشي تاريخية، يضعها كأمثلة رائدة لما يطلق عليه "دراما النفط" - وهي مسرحيات تعالج مباشرة تناقضات ووعود ومخاطر الاقتصادات الناشئة القائمة على النفط. ومن خلال قراءات دقيقة وعميقة للنصوص، يكشف فخركونانده كيف تستخدم هذه الأعمال الدرامية السخرية والهجاء والتكهنات البائسة والتوتر الأخلاقي للاستجابة للواقع الجديد للرأسمالية التي يغذيها النفط.

في هذه المسرحيات، لا يعد النفط مجرد حالة خلفية، بل قوة مزعزعة تشكل طموحات الشخصيات، وتقوض الأطر الأخلاقية التقليدية، وتعيد تشكيل النظام الاجتماعي والسياسي. ويسلط تحليل فخركونانده الضوء على الطرق التي تعبر بها هذه الأعمال عن الاضطرابات النفسية والثقافية الناجمة عن عالم سريع التصنيع، مبينا كيف استبق المسرح المخاوف التي أصبحت منذ ذلك الحين محورية في العلوم الإنسانية البيئية والاقتصاد السياسي. والأهم من ذلك، أنه يقدم هذه النصوص ليس فقط كسجلات ثقافية للتغيير المادي - مجسدة التحولات في العمل ورأس المال والطموح التكنولوجي - بل أيضا كمحاولات متطورة لاستكشاف الأبعاد العاطفية والأخلاقية والوجودية للحياة في ظل الحداثة النفطية. تكمن عمق قراءاته في قدرته على تتبع الطرق الدقيقة التي يضفي بها النفط، كاستعارة وقوة مادية، الحيوية على بنية الدراما وحوارها ومعضلاتها الأخلاقية. ومن خلال إدراج هذه المسرحيات في الحوار الأكاديمي، يثري فخركونانده فهمنا لكيفية تفاعل مسرح أوائل القرن العشرين مع تحولات الطاقة التي ستحدد معالم العالم الحديث، مقدما حجة قوية على استمرار أهميتها في عصرنا الحالي الذي يشهد أزمة بيئية واقتصادية.

وفي حين أن كتاب "النفط ودراما العالم الحديث" يقدم مساهمة رائدة وعميقة التبصر في مجال دراما البترول الناشئ، إلا أن أحد أوجه قصوره البارزة يكمن في تركيزه الأوروبي المركزي والتاريخي الضيق. تركز الفصول التحليلية بشكل أساسي على مسرحيات أوائل القرن العشرين من التراث الألماني والأوروبي الأوسط، وخاصة أعمال كتاب مثل ليو لانيا وليون فوشتوانجر. هذا التركيز الإقليمي والزماني ليس عرضيا؛ بل هو اختيار مقصود ومبرر فكريا من جانب المؤلف، الذي يهدف إلى تتبع الجذور الأيديولوجية والفنية للحداثة البترولية كما ظهرت في قلب أوروبا خلال فترة تكوينية من التحول الصناعي والجيوسياسي. يرى فخركونانده بشكل مقنع بأن هذه المسرحيات الحديثة المبكرة تعكس استجابات ثقافية أساسية لصعود النفط كقوة اقتصادية ورمزية في آن واحد، وهي حقبة بدأ فيها النفط يحل محل الفحم كمصدر طاقة مهيمن ويعيد تشكيل هياكل القوة العالمية. ومن خلال التركيز على هذه النصوص، نجح في إعادة بناء سلسلة نسب الحداثة النفطية التي تُلقي الضوء على البنية التحتية الأيديولوجية لرأسمالية الوقود الأحفوري.

ومع ذلك، فإن هذا النطاق المُركز له ثمنه لا محالة. فالكتاب يُغفل إلى حد كبير وجهات النظر المعاصرة وغير الغربية، وخاصة وجهات نظر كتاب المسرح من الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية أو المجتمعات الأصلية، وهي مناطق كانت فيها العواقب المادية والسياسية لاستخراج النفط وخيمة بشكل خاص، وحيث تتفاعل التقاليد المسرحية الغنية مباشرة مع هذه الحقائق. بالنسبة للقراء المهتمين بكيفية تفسير كتاب المسرح من المناطق الغنية بالنفط والمهمّشة تاريخيا لسياسات البترول، أو معارضتهم لها، أو إعادة تصورها، قد يبدو هذا الغياب بمثابة إغفال كبير. إن استبعاد هذه الأصوات يحد من الإمكانات العالمية والتعددية للدراما النفطية كفئة، وقد يعزز، عن غير قصد، سردية أوروبية مركزية لحداثة الطاقة.

ومع ذلك، فإن الإطار المفاهيمي للكتاب قوي وواسع بما يكفي لتكييفه وتطبيقه خارج نطاقه الجغرافي الأولي. إن استخدام فخركونانده لنظرية التجميع، ومفهوم "الموضوع الفائق"، ومنهجه متعدد التخصصات في تفسير النفط كفاعل مادي ورمزي، يتيح للباحثين المستقبليين أدوات قيمة لتوسيع نطاق هذا التحليل ليشمل مناطق وفترات زمنية أخرى. وبهذه الطريقة، لا تُعد الدراسة مساهمة مستقلة فحسب، بل تشكل أيضا أساسا فكريا لأبحاث أوسع نطاقا حول كيفية تعامل المسرح حول العالم مع التبعات الثقافية والوجودية للنفط. ولا ينبغي اعتبار إغفالها السياقات غير الغربية عيبا في جوهر حجتها، بل دعوة لمزيد من البحث، تشجع الأصوات الجديدة على البناء على الفرضيات المبتكرة للكتاب وتنويع مجال العلوم الإنسانية المتعلقة بالطاقة.

من حيث سهولة الوصول، يقدم كتاب "النفط ودراما العالم الحديث" تجربة فكرية ملحة، لكنها غنية بالفوائد. يتميز الكتاب بكثافة أكاديمية عالية، لا سيما في فصوله النظرية، التي تتناول بشكل مكثف مفاهيم متقدمة من مجالات متعددة التخصصات. يعتمد فخركونانده على أطر من علوم الطاقة البشرية، والنظرية الثقافية الماركسية، وفلسفة ما بعد الإنسانية، وهي مجالات تحمل كل منها مفرداتها التقنية الخاصة وبنياتها المفاهيمية المعقدة. وهنا يُتوقع من القراء الإلمام بأفكار مثل عصر الكابيتالوسين Capitalocene ، ونظرية التجميع، ونظرية تيموثي مورتون Timothy Morton عن الموضوعات الفائقة، والخطاب النقدي حول مادية الطاقة. ونتيجة لذلك، لا يناسب الكتاب الجمهور العام أو غير الملم بهذه التقاليد النظرية. فهو يتطلب أساسا متينا في النظرية النقدية المعاصرة، بالإضافة إلى إلمام بالمناهج المستخدمة في العلوم الإنسانية البيئية ودراسات المسرح.

ومع ذلك، فإن هذا المستوى من الصعوبة ليس عيبا، بل هو انعكاس للجمهور المُستهدف من الكتاب وطموحه الأكاديمي. إنه مساهمة متخصصة معدة للباحثين وطلاب الدراسات العليا والأكاديميين المنخرطين بعمق في تقاطعات النظرية الثقافية والنقد البيئي والأدب الدرامي. ولمن يملكون القدرة على استكشاف خباياه النظرية، يُقدم الكتاب مكافآت فكرية قيمة. يفتح تحليل فخركونانده آفاقا جديدة للتفكير في المسرح ليس فقط كمكان للسرد أو الشخصية، بل كوسيلة أدائية متشابكة هيكليا وموضوعيا مع أنظمة الطاقة والقوة العالمية. ويدفع حجته حدود فهمنا لدور الدراما في علاقتها بالبنى التحتية المادية كالنفط، متحديا الدراسات الأدبية التقليدية لدمج الأبعاد البيئية والسياسية لثقافة الوقود الأحفوري.

علاوة على ذلك، يدعو عمق الكتاب إلى إعادة النظر في الوظيفة الأوسع للإنتاج الثقافي في عصر أزمة المناخ والرأسمالية المتأخرة. من خلال ربط الدراما بالآليات الخفية لأنظمة الطاقة، يشجع فخركونانده الباحثين على النظر إلى الأداء ليس فقط باعتباره انعكاسا للظروف الاجتماعية، بل أيضا كفضاء تبرز فيه تناقضات الحداثة النفطية وتناقش. ولمن يرغب في التعمق في بنيته النظرية المعقدة، يقدم الكتاب أدوات تفسيرية جديدة وضرورة نقدية لإعادة صياغة العلوم الإنسانية في ضوء عصر الأنثروبوسين Anthropocene. وهكذا، ورغم التحديات التي لا شك فيها، يبرز كتاب "النفط ودراما العالم الحديث" كعمل حيوي ومثير للتفكير، يعيد تعريف آفاق دراسات المسرح والنقد البيئي.

في الختام، يعد كتاب "النفط ودراما العالم الحديث" إضافة رائدة ومناسبة للدراسات المعاصرة. فهو يسد ثغرة ملحوظة في دراسة النفط كقوة ثقافية ورمزية في الأدب الدرامي. لا يقتصر عمل فخركونانده على فهم مسرحيات محددة، بل يُسهم أيضًا في نقاشات أوسع حول الطاقة والبيئة والفنون. إن الجمع بين التطور النظري والتحليل النصي في الكتاب يجعله مورداً أساسياً لأولئك المهتمين بكيفية استجابة الخيال الثقافي - وقد يستمر في الاستجابة - للأزمات المستمرة في عالم النفط الحديث.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى