

أحبُّ انتصاري
أحبُّ انتصاري على النفسِ إلّا
إذا كنتِ نفسي أيا خيرَ نفسي
وليسَ انتصاري على خيرِ نفسي
سوى ذلّةٍ وانكسارٍ ونكْسِ
وإنّ انْكساري على يدِها و هْيَ
أنتِ انتصارٌ على جندِ يأسي
ويأسي أنا- شرُّ نفسي- وجُندي
هَواني وشكّي وخوفي وتَعْسي
فيا خيرَ نفسي اهْزمينيْ ولا
تترُكيني لأجنادِ يأسي وبأسي
فكم من حروبٍ خسرنا وكم من
بلادٍ وفيها جدودي وقدسي
وكم من ربوبٍ صنعنا وكم من
رؤوسٍ حملنا تبيعُ ببخسِ
و كم من حدودٍ عبرنا وكم من
بلادٍ لأجل رغيفٍ وفلسِ
ويا خيرَ نفسي اضربيني بنعليْ
ابتداء وليس انتهاء برأسي
ولا ترحميْ فيَّ ضعفًا بُعيْدَ
انكسارٍ ولا رفقَ بي أو بحسِّي
فحسّي بليدٌ أراهُ بهذي
البلادة يكفيكِ حتّى لكنْسِي
فلو كان يقْظا لما باعني حين
نام ليأسي مقابل كأسِ
مُضيفًا بذا النومِ بأسا ليأسي
لذا فهْو مثلي جديرٌ بطمْسِ
كأنّي بذا الخيرِ أنساك حتّى
طقوسَ الوغى بين دجْنٍ وشمْسِ
فما بعد هزم وكسر وضربٍ
بنعلٍ على أرؤُسٍ غير حبسِ
ولا تأبهيْ بقوانينَ جاءتْ
لإعلاءِ طقسٍ وإخضاعِ طقْسِ
وإغناءِ جنسٍ وإفقار جنسٍ
وإكرام لبسٍ و توبيخ لبسِ
وذاك دمُ الجوعِ يجريْ وقانو
نُهمْ خانسٌ خلفَهم فوقَ كُرسي
فإن متُّ قهرًا فقولي لقد ما
تَ من قبلِ هذا على يدِ يأسِ
وإذْ ذاكَ لا تدفنيني كما يُد
فَنُ الإنسُ ميتًا على يدِ إنسِ
بلِ اسْتَقْبلي وادفنيني بعيدا
عن الإنس دفن الحُبورِ لنحسِ