الكتاب الأخير لأسيرة العُزير
أتى زمنٌ ليَ التصْفيقُ فيهِ
اعْتزازًا وابْتهاجًا جَفوُ جافِ
وأُكْبِرُ جمعَكُمْ لكنّ ذبحي
بأيدي أمّ موسى غيرُ خافِ
و موسى حولَهُ الدّنيا انتصارًا
لهُ ولهَا جيوشٌ في اصْطِفافِ
وما زِلتُمْ كما كنتُمْ أَكُفًّا
تُصفِّقُ والمقاصدُ في تنافِ
وآمالًا بعتقٍ وانْتصافٍ
بعَصرٍ معْهُ أنتُمْ في تجافِ
وخوفًا من رؤوسٍ لا تُداوَى
بطولِ الصّبرِ لكنْ بالقِطافِ
وفي قلقٍ منَ الأيّام تُدني
لكمْ موسى بثوبِ الإنحِرافِ
ومعْهُ ثلّةٌ منكُمْ تناديْ
به أهلًا لها شكلُ الخِرافِ
وفي حُلم بمهديٍّ يُعيدُ
السّيادةَ بعدَ أزمنةٍ عِجافِ
وأجْنادٍ على أسوارِ روما
وقُسْطنطينَ منْ بعدِ التّعافي
وعيسى في دمشقَ يردُّ ديْنًا
لمنْ خلَعوا الفُجورَ على العفَافِ
ويأجوجٍ ومأجوجٍ غزاةً
وأرضٍ عن مدارٍ في انْعطافِ
تيقّن ضعْفُكمْ أنّ المواضيْ
محالٌ عودُها بعدَ انْصرافِ
وقد كانتْ لكمْ كالحِصنِ حينَ
الشّعورِ بنقصِكمْ والإختِلافِ
عن الأُمَمِ الّتي صارتْ تخافُ
اسْمَكُم حتّى على وجْهِ المُضافِ
فطِرْتُمْ نحوَ آتٍ في حديثٍ
به يُمسي الرّواةُ على خِلافِ
وحاضِرُكُمْ بحاجتكمْ ليَخطوْ
بِكمْ خطْوَ الحواملِ في المشافي
وهَذي أمُّ موسى قدْ أعدّتْ
لمُحْتَملٍ بِلَمْلَمَةِ المَنافي
وجمْعِ الغرْبِ والشّرقِ المُنافيْ
وأُولي الأمرِ فيكُمْ في ائْتلافِ
وقتلِ مُحمّدٍ -صلّوا عليه-
وكم قتَلُوهُ بالسّمِّ الزُّعافِ
ودفنِ عزيزِكمْ حيًّا على أر
ضِ عزّتِكمْ وأنتُمْ في اعْتكافِ
ورصدِ رضيعِكُمْ فرضيعُكُمْ خصْـ
مُها مهما يقُلْ زمنُ التّصافي
وسحقُ حشودِكمْ آتٍ إذا ما
اكْتفيْتُمْ بالتّظاهرِ و الهتافِ
ونهرُ دمائِكمْ جارٍ إذا ما
اكْتفيْتُمْ بالوقوفِ علىْ الضِّفافِ
وجوعُ صغيرِكم عارٍ إذا ما
اكْتفيْتُمْ بالمؤونةِ واللّحافِ
ومسخُ حروفِكم ماضٍ إذا ما
اكْتفيْتُمْ بالخطابة والقوافي
وجمعُ شتاتِكم ناءٍ إذا ما
اكْتفيْتُمْ باللّقا حينَ الطَّوافِ
