الأحد ٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٥
بقلم أسامة محمد صالح زامل

حرف سين

بينَ أجداديْ وبينيْ حرفُ سينٍ ليسَ أكثرْ
ليسَ يعنيْ ذاكَ أنّ اسْـ مِيْ بذاتِ السّطرِ يظْهَرْ
إنّما يفصِلُنا إنْ شئتَ أبوابٌ وأسطُرْ
فأنا فيْ بابِ منْ لمْ يَنْصُرِ اللهَ ويُكسَرْ
وهُمُ فيْ بابِ منْ لمْ يخذُلِ اللهَ ويُنصَرْ
ما عنىْ قطُّ بأنِّيْ فوقَ ما علّوا أُعمِّرْ
فالّذي يفصِلُنا فيْ الأرضِ ممّا خِلْتَ أكبَرْ
والّذي أبقَوهُ من مجْـدٍ بداريْ ليسَ يُحصَرْ
وإذا ابْقيتُ ما أبْـقيْتُ إلّا ما يُنفِّرْ
والّذي علّيتُ عندَ الْغيْرِ عندَ الغيْرِ يُثْمرْ
ما عنىْ قطّ بأنّيْ أينَ ووروا سوفَ أُقبَرْ
فقبورُ القومِ جنّاتٌ وقبْريْ النّارُ تُسْعَرْ
حرفُ سينٍ يُفسِدُ الفِعْـلَ فيغفوْ أوْ يُزمجِرْ
فإذا زيدَ على فعْـلٍ علينا لا يُؤخَّرْ
وإذا زيدَ على فعْـلٍ لنا فهْوَ المُؤخَّرْ
ما أفاقَ منهُ فعلٌ قطُّ سلْنِي عنهُ أُخْبِرْ
حرفُ سينٍ منهُ ينمو الشّكُّ أشجارًا ويُزهِرْ
حرفُ سينٍ تحته يغْـفو العدوُّ بلْ ويشخِرْ
وبهِ عُمِّرَ منْ جا رَ عليْنا وتكبَّرْ
إنْ تزِدْهُ مرّةً تُدْمِنْ عليهِ كالمُخدِّرْ
مثل خمرٍ في الدّما يسـريْ بهِ الآمالُ تُسكَرْ
مثل سمٍّ في الحشا يَفْـري بهِ الأعمارُ تقصُرْ
مثل وهمٍ في الرُؤى يفْـشو به الأوطانُ تُكسرْ
حرفُ سينٍ في يدِ العا رِ بهِ ينهىْ ويأمُرْ
مثل مِنْشارٍ بأيديْـه بِهِ الأعناقُ تُنْشرْ
أو كسِكّينٍ بأَسْنانٍ بها الأحْلامُ تُنْحَرْ
أو كمِزمارٍ بِهِ الأوهامُ والكِذْباتُ تُنْثرْ
وبه يُفرَقُ شعبٌ سارَ منْ شعبٍ مُسيَّرْ
ولعَمريْ ذاكَ تأويـ لُ لماذا السّينُ تكثُرْ
في فعالِ العُرْبِ دونَ النّاس سبحان المُصوّرْ
وجوابٌ للّذيْ أمْضىْ لياليهِ يُفكّرْ
لمَ تحْريرُ فلسطيْـ نَ وأقصَاها تأَخَّرْ
حرفُ سينٍ دونَهُ لا تستطيعُ أنْ تفسّرْ
لمَ يُمسيْ الفردُ ندمانًا وعندَ الفجْرِ يكفُرْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى