الجمعة ٩ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣
بقلم أسامة محمد صالح زامل

متفائلًا تصحو

مُتفائلًا تصْحو لِما تُهدى منَ الأحلامِ
مُتشائما تُمسي بما يجلو من الأوهامِ
والفجرُ شكرٌ أنْ أُذِقْـتَ حلاوةَ الإسلامِ
والعصرُ كفرٌ أنْ سُقيـتَ مرارةَ الأيّامِ
والصّبحُ مَسْعدَةٌ وتغـريدٌ ب "مال الشامِ"
والقصْرُ مشأمةٌ وأبـياتٌ من الآلامِ
وغدًا ستصْحو شاكرًا تشدو كطيرِ اللامي
وغدًا ستُمسي كافرًا تشكو إلى الأقلامِ
يعدو وراءَ هواهُ قلـبُكَ دونما إحجامِ
وتَبَدّلُ الأهواءِ شانُ أواخرِ الأعوامِ
فغدوْتَ لا تدريْ كحالِ بقيّةِ الأقزامِ
إنْ كنتَ ممّن آمنوا أمْ أنتَ في الظُلّامِ
وعلى خُطى القلبِ الخيالُ مشتّتَ الأحلامِ
فتَراكَ حينًا طائفًا بملابسِ الإحرامِ
وتَراكَ آخرَ سائحًا بمدائنِ الأصنامِ
والحالُ أنّك لم تغادِرْ مرْتعَ الأسقامِ
وتَراكَ نجمًا ساهرًا مع سادةِ الأنجامِ
وتَراكَ نورًا خافتًا في معشرِ الأجرامِ
والحقُّ أنّك عالقٌ في ألسُنِ الأرحامِ
وتَراكَ مُلهِمَ ثورةَ الفُقراءِ والأيتامِ
وتراكَ ربًّا فوق عرشِ إمارةِ الأرقامِ
والحالُ أنّك راتبٌ لحِيازة الأوهامِ
وتراكَ فردا صالحًا في موْطنِ الآثامِ
وتراكَ لصّا عالمًا في عالمِ الإجرامِ
أيّا تكُنْ كان المصيـرُ مِنصّةَ الإعدامِ
وتراكَ حينًا مُستريـحا في ظلالِ سلامِ
وتراكَ آخرَ ماضيًا كاللّيثِ نحوَ صِدامِ
والحقُّ أنّكَ لسْتَ إلّا منتجًا إعْلامي
تحْيا على فتنٍ لها أمسيتَ في الخُدَّامِ
حُلْما بأجنحةٍ ولـكنْ دونَما أقدامِ
فتنٌ بها السبّابةُ انتفضتْ علىْ الإبهامِ
وبها غدتْ كُتَلُ العروبةِ دونما أحجامِ
وبها غدا للموتِ يا هو مصدرَ الإلْهامِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى