وطن مرسوم بالصوت
تعَاكِسُنِي صُورَتِي فِي المِرْآةِ
فأرى ذاتي على الوَرَقِ أكتب
ما أراه في نفسي .
أشاهد الحروف و الكلمات
بِانْحِنَاءاتٍ عَجِيبَةٍ تشبه
خطوط سير القطارات في
محطة ستوكهولم الضخمة
أصابعي مازَالَتْ تَحْفَظُ بأقلامِ
الرصاص الصينية ذات الألوان الزاهية
وطعم الحروف بلساني يشبه الشوكولاته
السويسرية
صَوْتُ طُفُولَتِي مازال يُذكرني
بأقلام الشمع الملونة
كَبِرَتُ وداب الشمع مَعَي
نَمَتْ لَي أَجْنِحَةٌ
تُحَلِّقُ خارج بيتنا
ثُمَّ تَتَجَاوَزُت الحدود
إِلَى فَضَاءٍ لَا تَرْسُمُهُ جُغْرَافِيَا
شَيْئًا أَكْبَرَمِنَ الحُلْمِ
كَانَ يُطِلُّ مِنْ ثَغْرَةٍ فِي الغَيْمِ
صَوْتٌ
عَرَفْتُهُ قبل اسمي
المُسَجَّى بِظُلْمَةٍ رَقِيقَةٍ
الْتَفَتُّ فِي كُلِّ الجِهَاتِ
تَشَبَّثْتُ بِالصَّوْتِ قلتُ
أَنَت صَوْت الوطن
نعم أنت أنت صحيح أنني
رَحَلْتُ لَكِنَّنِي لَمْ أَرْحَلْ عَنْكَ
مازال الصَّدَى يَرْفْرِفُ فِي حلزون
آذاني تُقِيمُ فِي ذَاكِرَتي صَوْتُكَ
الحروف التي تعْرِفُ طَرِيقَها إِلَى روحي
قبل قلمي.
