ذاكرة ٩ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد أطلُّ من نافذةٍ على ما لم يَعُدْ لي. أُصفِحُ الذاكرةَ، رائحتُها لا تزالُ تدلُّ على الأصابعِ التي قلّبتْ صفحاتِها. أتذكّرُ الطريقَ الذي كنّا نسيرُ فيه، كان الغبارُ يسبقُنا، ويعرفُ النهاية. (…)
النافذة السابعة ٩ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد هناك، في أعلى بنايةٍ أدار عنها الضوءُ وجهَه، من إسمنتٍ رماديٍّ هرِمٍ تتشقّق فيه الذاكرةُ كخدودٍ غابت عنها المرآة، عند طرف المدينة الذي لا يمرّ به أحدٌ إلّا بالخطأ، عاش سالم جزءًا من حياته. عاملُ (…)
أسرارٌ لم يروِها البحرُ ٧ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد الموجُ يهمسُ بأطيافٍ لم تُولَدْ بعد، والريحُ تقرأُ حروفَها على رمالٍ مُتعبةٍ. أصواتُ الأسماكِ تتراقصُ في غيابِ الضوء، كأنَّ الليلَ يرسمُ خريطةً لا يراها سوى الغيمِ. هناك، في عمقِ الزُّرقة، (…)
الصدى ٧ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد في الصباح الذي بدا وكأنّ البحر خرج من نومٍ عميق، وقف سلمان على المرفأ. لم يمارس الصيد بعد، بل كان يجرّ شباكًا من الذاكرة تُعيده إلى الوراء. الريحُ كذلك تعيد ترتيب وجهه، والماء يتلو عليه مراثي (…)
أيام حيّ الزهور ٦ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد ١- الصباح في الحي كانت الشمس تتسلّل بخجل بين نوافذ البيوت القديمة، معلنةً بداية يوم جديد في حيّ الزهور. كل خطوة على الحجر المتآكل في الزقاق كانت تجعل المرء يشعر بتاريخ حيّ كامل يتنفّس من حوله. (…)
القناع ٥ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد كان القناعُ أكثر من مجرّد شيء وُضع على الطاولة في غرفته؛ بدا له منذ اللحظة الأولى كائنًا ينتظر أن يُستدعى، مثل حيوانٍ قديم لم يمت بعد، أو ذكرى منسية ترفض الدفن. كان يراقبه طويلًا ويتجنّب لمسه، كأن (…)
بيت في الضباب ٢ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد لم يكن يعرف متى بدأ يشعر أنّ جدران بيته تتحرّك في الليل. كأن الطوب المتهالك يئنّ مثل صدرٍ مثقل بالربو، وكأن السقف يشيخ معه في كل يوم، فيسقط منه غبار ناعم يغطي وجوه أطفاله وهم نيام. لم يكن ذلك (…)
أطفال غزّة ٣٠ أيلول (سبتمبر)، بقلم صالح مهدي محمد كأنّ الأفق لم يتعلّم بعدُ لغة الطفولة، فتسقط قذائفها بدل النجوم، ويعلو صراخهم حيث كان يجب أن يعلو الضحك. أطفال غزّة، يحملون الدفاتر الممزّقة مثل أجنحةٍ صغيرة تحاول أن ترفرف وسط الغبار، ويكتبون (…)
فراغٌ بيننا يتوجّع ٢٦ أيلول (سبتمبر)، بقلم صالح مهدي محمد كأنّ المسافة ليست بُعدًا، بل جرحًا يسيل في الهواء الطلق، يتصبّب بين الكلمات حين نحاول أن نقترب. الليل يمدّ أصابعه الباردة، يحصي ما ضاع منّا، ويتركنا نرتجف أمام صمتٍ يزداد ثِقلاً. الفراغ بيننا (…)
الغربة ٢٥ أيلول (سبتمبر)، بقلم صالح مهدي محمد كأنني أفتح نافذةً على فراغ، لا ريح تدخل، ولا غيم يجيء، فقط ارتداد أصواتٍ بعيدة لأسماءٍ ذابت في ليلٍ قديم، ولوجوهٍ عبرتني مثل قناديل أطفأها البحرُ في منتصف العاصفة. الغربة: فراغُ كرسيٍّ لم يجلس (…)