علّمني الغياب شكلَ الحضور ١ تشرين الثاني (نوفمبر)، بقلم هديل نوفل علّمتني الغيمةُ أن أرى وجهي في المطر، وأن أصدّقَ ظلّي حينَ يمرُّ خفيفًا على حجارةِ الطريق. قالت: لا تسألِ الريحَ إلى أينَ تمضي، فكلُّ الجهاتِ إذا مشيتَ، تصيرُ بيتًا مؤقّتًا. علّمني أبي أن أزرعَ (…)
حين انتصر الضوء ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم هديل نوفل أبي... رجلٌ لا يشيخ، ولا يهادنُ التعب، عرفتُه قويًّا كالنهر، عنيدًا كحجرٍ يرفضُ الانكسار، يضحكُ قليلًا، لكنّ ضحكتَه كانت تُصلحُ ما في الدنيا من تعب. ... أبي، زرعَ عمرَه في الغربة، لكي نكبرَ نحن، (…)
حين كان الضوء يسير معنا ١٨ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم هديل نوفل في المدينة التي تفتحُ ذراعيها للعابرين، كنا نَمشي… شارعُ المعزّ كان يحفظُ ضحكتنا، والأهرامُ تلوّحُ لنا من بعيدٍ كأنّها تشهدُ على صداقةٍ نادرةٍ في زمنٍ متعب. في الزوايا كانت رائحةُ الخبزِ السوريّ (…)
وطني الصغير… ١٥ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم هديل نوفل يا وطني الصغير… يا وردةً نبتت بين كفّين من صلاة، كم من مساءٍ علّقَ روحه على غيمةٍ، وانتظر أن تعود الأصوات من البحر. هناك، يمشي الحلم حافيًا فوق وجع المسافات، يحمل على ظهره حقيبة من ضوءٍ، وفي (…)
ظلّ الشتاء ١٠ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم هديل نوفل في ليلِ كانونَ، حينَ يتعبُ المطرُ من طرقِ النوافذِ، نفتحُ له صدرَ البيت، ونجلسُ حولَ ضحكةٍ تأتي من بعيد، كأنها مدفأةٌ بلا نار، وكأنها أرضٌ تستعيدُ طفولتَها. كنا نعرفُ أنَّ للشتاءِ ظلًّا آخر، (…)
الغربة في صوت فيروز ٣ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم هديل نوفل كان الصبح يتدلّى على شرفات القاهرة، وكان النيل يلمع مثل مرآةٍ سماوية، وأنا أجلس في السيارة، أوراق سفري بين يديّ، ووجه فيروز يملأ الأفق من المذياع. "دقّ الهوى عالباب..." آه يا فيروز، كم من مرّةٍ (…)
حين يكتب الغيم اسمي ٢٩ أيلول (سبتمبر)، بقلم هديل نوفل في بهوِ المطار أحصي ظلالي على الزجاج... كلُّ مسافرٍ يُشبهني، وكلُّ حقيبةٍ تُخبِّئ وجهي الآخر. تلوِّح لي يدٌ لا أُميّز ملامحها، كأنها آخر ما تبقّى من طفولتي، وأنا ألوِّحُ بدمي، كأنني أكتب قصيدتي (…)
حين يتكلّم الرماد ٢٧ أيلول (سبتمبر)، بقلم هديل نوفل أوّلُ لهبٍ ينهضُ من جوفِ الموقد، كأنَّهُ فجرٌ صغيرٌ يختبرُ ظلامَه. تتناثرُ الرائحةُ في الغرفة مثلَ مطرٍ قديم أيقظَ الترابَ النائمَ في الذاكرة. الحطبُ يتكسّرُ كعظمِ الوقت، والدخانُ يتسلّقُ الجدار (…)
آمال ١٥ أيلول (سبتمبر)، بقلم هديل نوفل آمال، كنتِ نافذتي الأولى على الحكايات، تحيكين لي من قطن صوتك وطناً صغيراً يطلّ من راديو قديم، كأن الموجات كانت أجنحة تحملنا إلى ما وراء الغياب. طفولتي نامت في حضنك، بين خبز الصباح ورائحة البن، (…)
كلمات على هامش اللقاء ١٢ أيار (مايو) ٢٠٢٣، بقلم هديل نوفل رأيت على جفون الرحيل بريق عينيك وأحرقت حروف الشعر على حقيبتك الدامعة عشت سكون الليل على خصلات شعرك المكحول وطبعت على شفاهك قبلة الأبد مسحت غبار الضياع عن أطراف نظراتك وبحت للوهم بحبك بلهجة طفلٍ (…)