الدرس الأخير ١٤ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم حسن لمين لم يكن الصباح مختلفاً عن سابقيه حين خرج حسن من بيته في الحي الشعبي، إلا أنه شعر، وهو يغلق الباب الخشبي خلفه، بأن شيئاً غير مرئي يتحرك في الهواء. كان البرد يلسع أطراف أصابعه، لكنه لم يعره اهتماماً. (…)
عاد الشتاء ليطرقَ باب طفولتي من جديد ١٤ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم غدير حميدان الزبون في مساءٍ يشبه شرفةً تطلّ على آخر أنفاس العام، وفي الحادي عشر من كانون الأوّل تحديدًا، كان الشتاء يقترب ويعرف السرّ جيدًا، ها هو يزحف على الزجاج فيُعيد ترتيب الذاكرة، ويعيدني معه إلى قلمٍ صغيرٍ (…)
موجٌ يخطف الأصوات ١٢ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد منذ اللحظة الأولى لتلك الليلة البحرية الثقيلة بدا البحرُ كأنه ينهض أمام الرجال، كائنًا يستيقظ من نومٍ محشوٍّ بالغضب. كان ينفض عن جسده ظلامًا كثيفًا، ويجرّ وراءه نفسًا كالحًا، كأنه قرّر أن يستعيد (…)
همسةُ مساءٍ في إحدى ليالي الشِّتاء ١٢ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم غدير حميدان الزبون في تلك الليلة التي انحنى فيها القمرُ فوق المدينة كشيخٍ أنهكه الحنين، كانت الريح تمرُّ بين الأزقّة مرتجفة واجفة تبحث عن اسمٍ ضاع منها منذ الخريف. الليل باردٌ حتى أنفاس الزجاج تجمّدت، لكنّ نافذةً (…)
ذاكرة لا تعرف الدفء ١١ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم رانيا مرجية لم تكن أمينة تفكر في النجاة. النجاة فكرة كبيرة، لا مكان لها في الخيام المنصوبة على عجل فوق أرضٍ لم تُمهّد لشيء. كل ما كانت تفعله كل صباح هو أن توقظ طفليها قبل أن يوقظهما البرد، وتُعدّ لهما ما (…)
ما يشبه أن يكون حبًّا ١١ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد بدأ يحدّق في العالم كأنّ عينيه مرآتان متقابلتان، تعكسان وجهًا واحدًا لا يعرف إن كان ينتمي إلى الماضي أم إلى تلك اللحظة التي تتقدّم على أطراف خطواتها. الضوء الذي يسقط على كتفها يشبه ضوءًا عرفه قبل (…)
هدايا من عتمة الركام ١٠ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم سعاد حسين الراعي وسط أنقاض الحياة وخيامٍ تتنازعها الريح، كانت هبة، ذات الأعوام الستة، مسجاةً إلى جوار والدتها المصابة وأختها الصمّاء، مقيدةً إليهما بحبلٍ يلف خاصرتها الصغيرة، وكأنّ الخوف نفسه قد شدّ وثاقها إلى هذا (…)